تقرير : منى نعلاوي
تصوير : علاء الدين البطاط
مونتاج : محمد الجبر
لم يكتبه مؤلف ، ولم يصنعه مخرج ، إنه أصعب مشاهد الحياة ، كواليس واقع مرير عاشته أم انتظرت عودة ابنها إلى منزله سليما معافى من إحدى سهراته مع ابن عمه وصديقه ، وإذا بيديها تلمسه جثة في إحدى ثلاجات الموتى ، أي ألم ذاك الذي أدمى قلبها ، إنها والدة الشاب غيث البلعاوي ضحية جريمة قتل وقعت في منطقة مرج الحمام كانت نتيجتها أسرة تفجع بخسارة أحد أبنائها .
" زارت منزل عائلة المغدور غيث البلعاوي لتقف على حقيقة مقتل الشاب ذو 28 عاما في ليلة دامية .
الرواية الأمنية :
قال مصدر أمني ، إن مشاجرة وقعت بين شخصين مساء الأثنين بتاريخ 24 / 5 / 2021 ، في منطقة مرج الحمام جنوبي العاصمة عمان، نتج عنها وفاة أحدهما.
وفي التفاصيل، بين المصدر أن أحد الشخصين أصيب بعيار ناري وتم إسعافه إلى مستشفى المدينة الطبية، وما لبث أن فارق الحياة، فيما قام مطلق النار بتسليم نفسه والسلاح الناري المستخدم ، وبوشرت التحقيقات معه
عم المغدور "غيث " عادل البلعاوي أبو علاء " قال :
المغدور غيث خرج مع ابني عامر الى منطقة مرج الحمام وهي موقعة الجريمة و أطلق عليه النار هناك ، وعندما تم نقله إلى المستشفى كان قد فارق الحياة ".
يصف أبو علاء المغدور غيث بالأخلاق العالية والتهذيب بشهادة كل من يعرفه من أصدقاؤه وعائلته ، محبوب من الجميع ، بشوش الوجه .
عامر البلعاوي ابن عم المغدور يقول : " شاهدت رفيق دربي وعشرة عمري ينتفض ويلفظ أنفاسه بعيني ولم أستطيع أن أنقذه ، لن أنسى ما رأيت حتى آخر يوم في حياتي ، إلى الآن أشعر كأنني عشت حلما لم أستيقظ منه بعد ، وعندما حملته في سيارتي شعرت بأنني مغيب عن التفكير والوعي باحثا عن مستشفى قريب أحاول إسعافه إليها ، إلى أن التقيت بأحد الأشخاص ساعدني في نقله إلى المدينة الطبية حيث وصل هناك ميتا ".
شقيق المغدور :
" تركت اخي في منزله حي يرزق لأستلمه بعد ساعتين من ثلاجات الموتى "...
بأعين دامعة حائرة متسائلة ؛ بأي ذنب قتل شقيقه ؟ يحدث صالح البلعاوي كاميرا " رم " قائلا : استلمت شقيقي الأصغر غيث من ثلاجات الموتى بعد ساعتين فقط من مغادرتي منزل العائلة حيث كان جالسا بجانب أمي سليما معافى ، لم أكن أعلم بأن هذه هي المرة الأخيرة التي أراه فيها ، ولم أدر بأن أخي الذي يعتبرني أبا له سيقتل في غمضة عين ، غيث كان محبا حانيا إخوته ووالدته أهم شيء في حياته ".
هل هناك اقسى على العين من دمع أم فجعت بقتل ولدها ...؟
ليس هناك ما هو أقسى وأصعب من عين أم تلمح جسد ابنها ميتا مغطى بدمائه ، ولاشيء في الحياة أكثر مرارة من والدة لم يعد أمامها سوى دعاءها لله أن يجمعها بابنها المغدور في جنات النعيم ،هذا هو حال أم صالح والدة غيث ، والتي تعيش أكبر صدمة في حياتها وهي مقتل ابنها الشاب الذي لم يتم الثامنة والعشرين من عمره ، وتقول بحرقة قلب ومرارة لسان " ابني الذي كان توأم روحي لن أنتظر عودته إلى المنزل كل يوم ، ولن أشتم رائحة طيبته حتى آخر عمري ".